الجمعة، 6 فبراير 2009

الشباب والبطالة


هل المشروعات المتناهية الصغر للشباب حلا أم تعقيدا لمشكلة البطالة؟
بلا أدنى شك الكثير من شباب العالم وخاصة في دول العالم النامي أو الثالث وبالتحديد في قارتي أسيا وإفريقيا يعاني من مشكلة البطالة والتي تعني القدرة على العمل مع عدم توافر فرصة عمل أمام الشاب أو أن يعمل الشاب بأجر رمزي ولا يقوم بالفعل بأداء عمل فيما يعرف بالبطالة المقنعة ويضاف نوع قاتل يسمى المشروعات متناهية الصغرى حيث توفر البنوك قروض للشباب تنتهي بهم للسجون فالشاب يقترض المبلغ بحجة مشروعات وهمية مع وجود دراسات جدوى ورقية غير واقعية في كثير من الأحيان وقد يدخل الشاب في مشروع زواج يحول فيه رأس المال المقترض وبدلا من الدخول في قفص الزوجية يدخل قفص الاتهام وقد ينتهي به الأمر بالسجن هذا في الغالب أما فيما ندر فتنجح بعض مشروعات الشباب الصغيرة وخاصة المشتركة لوجود رأس مال يعزز موقف شركاتهم الصغيرة وتستمر المتاجرة والدعاية من جانب الجهات المانحة على أنها موزعة الأرزاق ووراء حل كل المشكلات من أجل الترب حو المتاجرة بأحلام الشباب بكل الصور لتحقيق المكاسب
حقيقة المشروعات الصغير
حينما أرادت بعض المجتمعات التخلي عن مسئوليتها نحو مواطنيها دونما منح العاطلين إعانة بطالة أو تقديم حلول حقيقية للمشكلات وحدث ذلك موكبا لعملية الخصخصة والتحول لاقتصاديات السوق وسقوط نظريات القطاع العام ومع العولمة والكوكبية والشركات متعدية الجنسيات وظهر الحيتان الاقتصادية وتحول الثروة ل20 بالمائة من البشر ودخل 80 بالمائة منهم لمستويات الفقر وتحت خط الفقر ومع إشعال الأغبياء لحروب حدثت الأزمة الاقتصادية العالمية فتعثر الكبار والصغار وخسر العرب وحدهم على حسب ما صدر عن قمة الكويت الأخير اثنان ونصف ترليون دولار نتيجة دخولهم جحور الضب السبتي فماذا لو أن ربع هذا المبلغ كان قد استثمر لحل مشكلات الشباب العربي في الدول التي تعاني من البطالة وعمل مشروعات لهم لتشغيلهم وخاصة المطلوب منهم في حالة الحروب أن يكونوا وقودا للمعارك ويلاموا ويعايروا بفقرهم دون أن يكون لهم ذنب فيه من الأغنياء ولولا أن لو تفتح عمل الشيطان لقلنا في أسباب البطالة ما قال مالك في الخمر و في النهاية لن يتعدى الأمر جلد الذات ولكن ما الواقع وما المأمول وما الحلول المقترحة وما نوع المشروعات التي تناسب الشباب وهل الهجرة هي الحل أم التنقل بين الوظائف للوصول لوظيفة مناسبة أم عمل مشروعات صغيرة أم المشاركة أم ...........وما العمل مع المتربحون من وراء مصائب خلق الله وخاصة فئة الشباب المستهدف بالتدمير في تعليمه بالدروس الخصوصية وتشويه المناهج وتأصيل الغش وتقديم أشباه متعلمين لسوق العمل بعد أن يشبع من ورائهم تجار التعليم بكل صوره ليسلموهم لتجار البطالة لمن يقدوا لديهم الانتماء لمن ينشروا بينهما المخدرات والمواقع الإباحية في مؤامرة تدور على الشباب تؤدي بهم لتأخير سن الزواج أو العزوف عنه أو لفقدنهم الانتماء وفي النهاية يكون الخاسر الأعظم هو البشرية جمعاء فإذا لم يتوافر أمام الشباب فرص عمل في سن الشباب فهل ستوفر لهم في سن التقاعد

الإنسان هو أغلى ثروة في هذا الكون والبطالة إهدار لها والمسكنات ليست حلول
فنماذج المشروعات الصغيرة المتاحة أمام الشباب لا تمثل أكثر من نواية تسند الزير على حد التعبير المصري ولكن إذا لم يكن هناك عمل أصلا فماذا تفعل النواية فمشروعات من قبيل تسمين قطعتين الماشية وعشرين خلية نحل أو محل للبقالة أو مجرد العمل الإضافي هي معينات لمن له عمل ولا تفي واحده من هذه المشروعات بحاجة شاب في مقتبل الحياة كما أن مشروعات بيع الخضروات وتربية الأرنب والطيور وعيش الغراب وماكينة التريكو وعمل حضانة أو فتح كتاب لتعليم الصبية أو إعطائهم دروس خصوصية و........ لا تطلب أكثر من ربة منزل تساعد زوجها أو أرملة تحسن من دخلها .... وهكذا كافة المشروعات الصغيرة كافة المشروعات الصغيرة المطروحة على الساحة لا تعدو أكثر من في حالة وجود عمل أساسي وهذه ليست دعوة لليأس أو مهاجمة لجهود قائمة وإنما هي محاولة اجتهاد لتشخيص ورصد ظاهرة وطلب طرح أصحاب المشكلة الحقيقيين الذين يعيشون المعاناة ليعبروا عما يمرون به والصورة ليست قاتمة لهذه الدرجة فتجربة المدن الجديدة والعمل بالقطاع الخاص في بعض الدول قدم حلولا لمشكلات بعض الشباب وإن ظل يعني من مشكلة السكن بالقرب من العمل أو من مشكلة الموصلات وفي الوقت الذي بركب فيه الشباب الأخطار التي تصل لحد الإنتحار والغرق من أجل العمل يوجه البعض اللوم للشباب أنفسهم بالقول بأن كل منهم يود العمل بوظيفة بجانب منزل أمه وأبيه ويظل ملتصق بطين الأرض التي ولد فيها وهو مأمور من قبل خالقه بأن يضرب في الأرض ليبتغي من فضل الله فعلى من ضاق به الرزق في أرض فليبحث في بقية أرض الله الواسعة ولكن الحدود والجوازات والتأشيرات ومكاتب السفر والاتجار في أحلام الشباب ومصاصي الدماء في نظام العبودية الجديد عصر العولمة يصطدمون بالشباب أن مشكلة البطالة كمن يقوم من حفرة ليقع في دحديره

كاتب هذا المقال عبدالعظيم المسلم